كانت الوصلة، على مدار قرن ونصف، من الحملة الفرنسية حتى الحرب العالمية الثانية، المسيطرة على أداء الموسيقى الحية وسيدة الليالي وعروس السهرات، عبر تلك العقود تبدلت وتغيرت إلى أن وصلتنا في تسجيلات القرن العشرين، غير أن شمس الوصلة والليالي الحية بدأت تميل إلى المغيب مع مطلع الحرب العالمية الثانية، لتخل الصدارة للإذاعة والسينما بوصفهما الوسيطان المسجلان اﻷكثر انتشارًا. بقي اسم الوصلة في الحفلات الحية رغم تبدل دلالة الاسم ومعناه، واستمرت قوالبها الغنائية في الممارسة الموسيقية وتسرب منها تعبيرات دارجة في لغة الحياة اليومية؛ توارت الوصلة من صدارة التسجيلات الإذاعية لكنها حافظت على مكانتها في السهرات المنزلية وجلسات كبار السميعة والموسيقيين مثل جلسات الشيخ زكريا أحمد ورياض السنباطي وغيرهما التي وصلنا منها القليل. عبر جلسات استماع ونقاشات سنتعرف على الوصلة وسنينها ومصطلحات عصرها مثل المقام والتخت والمطيباتية وقوالبها الغنائية مثل الموشح والليالي والموال والدور والقصيدة، نألف منها ما بات غريبًا على مسامعنا المعاصرة ونزيح غبار الزمان عنها لنتأمل بفهم معاصر ما مضي من موسيقانا وندرك صلته بحاضرنا.
وصلتنا الاحد مع الموشحات الغنائية، يصحبنا في الوصلة ياسر عبد الله، الأحد من كل أسبوع، السابعة مساء، في دار هن.