كان أكثر من يفهم معنى الموسيقى وقيمتها لتحقيق الاتزان والسعادة يحفزني على المنارسة والتدريب، أتذكر جلساتنا معا يمسك العود ليعزف مقطوعة قصيرة طالبا من الحاضرين التعرف على اسم اللحن وبمجرد أن يبدأ اهتف باسم الاغنية، عندما ابتعدنا وحالت المسافات والسنوات بيننا كان يبعث لي ليسألني كيف حال العزف، أتذكر اليوم الذي اشتريت فيه أول بيانو حملت علبته الثقيلة على كتفي وركضت في الشارع كأنني أطير والمس السحاب، كل من حولي اعتبرني جننت حتى أدفع هذا المبلغ في آلة موسيقية ليس لها فائدة، حينها بحث هو عن مكان أذهب إليه لأتدرب على العزف، أسميه حارس الأحلام يدفع دائما سهام اللوم عني في الكتابة والعزف.لم أعلم وقتها انه يودعني عندما قال أنني يجب أن أعيش لاستكمل طريقي في الكتابة لأحقق شيئا لم يستطع تحقيقه، يومها قلت أنه لايزال هناك الكثير من الوقت ليحقق مايريد.. لكن هذا كان حواره الأخير.
