آن ماري وچوش ميلر – العنصرية في الولايات المتحدة – الفصل السابع
التقاطعية وغيرها من أشكال الاضطهاد الاجتماعي
الجزء الثاني.. المحتويات
العنصرية والاضطهاد الطبقي
العرق ووضوح الطبقة الاجتماعية
العرق، الطبقة الاجتماعية، والسياسة
التفاعل الحالي بين العرق والطبقة الاجتماعية
العنصرية والاضطهاد الطبقي
قد تكون علاقة الاضطهاد الطبقي بالعنصرية هي العلاقة الأكثر صعوبة في التفكيك. حيث تشابكت هذه الأشكال منذ نشأة هذا البلد وهي منسوجة بإحكام في الوقت الحالي. يميل منظرو الصراع الطبقي والقمع، ولا سيما الماركسيون، إلى التأكيد على أولوية الطبقة، في حين أن علماء العنصرية غالبًا ما يلفتون الانتباه إلى أهمية العرق. في رأينا، كل منهما هي قوى اجتماعية مستقلة تتفاعل بشكل تآزري، وتحقق آثارها.
يعاني الأشخاص الملونون في الطبقة الوسطى من العنصرية، سواء في العمل أو في المعاملة التي يتلقونها أثناء التسوق أو القيادة (كوز، 1993)، وهناك العديد من الفقراء من البيض. لكن العوامل الطبقية، عندما تقترن بالعرق، تجعل من الصعب على الأشخاص الملونين تحقيق الترقي الاجتماعي. ومنذ نشأة الدولة، اقترن اعتبار الأشخاص ذوي البشرة البيضاء بمنحهم امتيازات اجتماعية معينة، حتى أولئك الذين كانوا يعتبرون اقتصاديًا فقراء أو طبقة عاملة (آلين، 1994؛ فريدريكسون، 1988؛ تاكاكي، 1993). لم يضمن النجاح الاقتصادي للأشخاص الملونين في الولايات المتحدة نفس الامتيازات الاجتماعية التي يتمتع بها البيض.
نستخدم مصطلح “الطبقة” للإشارة إلى الوضع الاجتماعي والاقتصادي والمكانة. وهذا له بُعد اقتصادي على النحو الذي يحدده صاحب العمل والأصول، ولكنه أيضًا بُعد اجتماعي ومكاني، يتمثل في المكان الذي يعيش فيه الناس، وكيف يرتدون الملابس، ونوع السيارة التي يقودونها، ومستوى ونوعية تعليمهم، وكيف يتحدثون، ومع من يتواصلون اجتماعيا، ونوعية الترفيه التي يفضلونها. كما نوقش في الفصل السابق، تتضمن الطبقة أيضًا محورًا للهوية. فالطبقة هي بناء اجتماعي، مثل العرق، تتأثر بالتاريخ والسياق، ومعانيها محل نقاش، وكذلك الطرق التي يرى ويشرح الناس بها أنفسهم. حتى الطريقة التي يتم بها تصور ومناقشة الطبقات الاجتماعية تختلف وتتعارض.
على سبيل المثال، الكيفية التي يتم تقسيم الطبقة الاجتماعية وقياسها؟ هل هو الدخل أم أسلوب الحياة أم بعض العوامل الأخرى؟ لماذا يصف الكثير من الناس- بدء من العمال ذوي الياقات الزرقاء إلى المهنيين والمديرين ذوي الأجور العالية أنفسهم بأنهم “طبقة وسطى”؟ تعتبر الطبقة الاجتماعية الاقتصادية مفهومًا نسبيًا، وغالبًا ما يكون معناها في عين الناظر.
العرق ووضوح الطبقة الاجتماعية
يمكن أن تكون الطبقة أقل وضوحًا من العرق إلى حد ما. حيث يرتدي الجميع ملابس مماثلة ويتعلمون التحدث بنفس الطريقة. نتيجة لذلك، يمكن للأشخاص أن يحتوا “التأثير السلبي للطبقة الاجتماعية” وأن يشعروا كما لو أنهم “يستطيعون تجاوزها” (كوب وسيني، 1972). على سبيل المثال، في كلية النخبة حيث نقوم بالتدريس، عبر لنا الطلاب من الطبقة المتوسطة الدنيا أو من خلفيات الطبقة العاملة عن شعورهم بالتضارب حول ما إذا كانوا ينتمون “حقًا” إلى الكلية بقدر ما ينتمي إليها الطلاب من خلفيات الطبقة العليا.
تؤثر الطبقة الاجتماعية أيضًا على العمليات التنموية (انظر الفصل 6)، وعلى هذا النحو، فإننا نحمل في داخلنا ذكريات وشعورا بالذات قائم على تكويننا الطبقي من المراحل المبكرة من حياتنا إلى الحاضر. للطبقة الاجتماعية أيضا بعد مستقبلي، حيث يضع الناس أنظارهم على الترقي. إن الاعتقاد في الحراك الطبقي هو ما قد يقلل من الاستياء الطبقي لدى بعض الأمريكيين، حيث يتمسكون بفكرة أنه يمكنهم تغيير مكانتهم الاجتماعية. لكن لا ينبغي أن نقلل من تأثير محدودية الفرص التي يواجهها كثير من الناس بحكم طبقتهم الاجتماعية والاقتصادية، بغض النظر عن العرق.
منذ بداية هذا البلد، حدد العرق والإثنية أي من المكانات الطبقية متاحة وأي منها محظورة. كان الأمريكيون الأصليون، والأمريكيون الصينيون، والأمريكيون اليابانيون، والأمريكيون المكسيكيون أقل قدرة على الوصول إلى مجموعة كاملة من الفرص الاقتصادية الممنوحة للمجموعات العرقية التي تشكلت من ذوي البشرة البيضاء، وواجهوا قوانين تقييدية بالإضافة إلى ممارسات تمييزية على الصعيد غير الرسمي. فقد الأمريكيون الأفارقة القدرة على الحراك الاقتصادي من خلال مؤسسة العبودية، وبعد الحرب الأهلية، من خلال قوانين الرموز السوداء، وجيم كرو، والفصل العنصري، الرسمي وغير الرسمي.
اقترح رانسفورد (2000) تسلسلاً هرميًا عرقيًا/ إثنيًا له طابع المجتمع الأمريكي، مع وجود الأنجلو ساكسون في القمة؛ تلاهم المجموعات العرقية البيضاء؛ ثم الأمريكيون الآسيويون. وأخيرًا، الأمريكيون من أصل أفريقي، والأمريكيون الأصليون، والأمريكيون المكسيكيون. وتشمل العوامل التي تؤثر على من هم في أسفل السلم الاجتماعي الاقتصادي الأشخاص الذين لديهم تاريخ من الاستعباد أو الغزو، والأشخاص الذين لديهم قوة وفعالية أقل في مجتمعاتهم، والذين لديهم تاريخ من الاضطرار إلى مواجهة الخطابات المنتشرة التي تشرع تشويه السمعة.
كان التمييز من قبل النقابات العمالية آلية استخدمتها المجموعات العرقية البيضاء للحفاظ على درجاتها على السلم الاجتماعي والاقتصادي، الأمر الذي لم يكن في صالح الأشخاص الملونين (فنتون، 1999؛ أوماتسو، 2000). جاء ذلك في سياق عدم القدرة على تسلق أعلى درجات المجتمع. إلى جانب ممارسات التوظيف التمييزية. حدت هذه الممارسة بشدة من الحراك الطبقي للأشخاص الملونين، وخاصة الأمريكيين من أصل أفريقي، والأمريكيين الأصليين، والعديد من الأمريكيين من أصل لاتيني.
أُعيق الحراك الطبقي للأشخاص الملونين بشكل أكبر بسبب عزل السكان، وعدم قدرتهم على الوصول إلى المدارس الجيدة، أو على جذب قدر أكبر من القروض اللازمة لامتلاك منازل وأعمال تجارية، ورفع معدلات الفائدة على القروض التي يحصلون عليها، بالإضافة إلى حصولهم على منازل ومشروعات في مناطق تخفض من قيمتها وتبطئ من معدل زيادة أسعارها. (أوليفر وشابيرو، 2000). أخيرًا، أدمجت السياسات الاجتماعية- كما في المثال الذي قدمناه عن الاتفاق الجديد في الفصل 3- عدم المساواة، ما أضر بأصحاب الدخل المنخفض من ذوي البشرة الملونة من خلال عدم تضمين العديد من المهن التي كانوا يعملون بها (جانسون 2005؛ جونس، 1985؛ ليبرمان، 1998؛ كوادانجو، 1994).
يعتقد كوكس (1948) أن العنصرية هي نتيجة ثانوية حتمية للرأسمالية، ولكن يمكن القول أيضًا أن العرق يحدد العلاقات الطبقية والمكانة (أومي ووينان، 1994). لا يمكننا تحديد ما إذا كانت العنصرية أو الطبقية هي القوة الاجتماعية الأكثر بروزًا، فكلاهما ديناميكيات اجتماعية قوية في حد ذاتها. في نهاية المطاف، كان للعرق والإثنية تأثير قوي على الوضع الاجتماعي الاقتصادي للجماعة في المجتمع (إيركسن، 1996). على العكس من ذلك، أثرت المكانة الاجتماعية والاقتصادية للمجموعة الإثنية بعمق على الطابع العرقي للمجموعة وتفاعلها مع المجموعات الأخرى (فنتون، 1999). على سبيل المثال، تأثر الأمريكيون الأفارقة كمجموعة عرقية بالصراعات العرقية والطبقية التي عانوا منها، وكذلك بالممارسات الثقافية التي جلبوها من إفريقيا ونشأت وترعرعت في الولايات المتحدة.
نظرًا لأن العرق والإثنية أكثر وضوحًا من الطبقة الاجتماعية الاقتصادية، فغالبًا ما يتم التعتيم على الاستغلال الطبقي من خلال إلقاء اللوم على العرقية والإثنية. خلال الحقبة الاستعمارية، وكذلك في الأيام الأولى للجمهورية، شعر العمال البيض الفقراء بولاء أكبر لنخبة الملاك البيض أكثر من ولاءهم للعبيد السود، الذين تعرضوا أيضًا للاستغلال الاقتصادي (آلان؛ 1994؛ فريدريكسون، 1988؛ تاكاكي، 1987). وهكذا، أدى التركيز على العرق والدونية المزعومة للعبيد السود إلى تقسيم الحلفاء الطبقيين المحتملين وربما منع وإحباط النضال الطبقي الحقيقي الذي كان من الممكن أن يحسن ظروف جميع العمال.
يستمر إلقاء اللوم على العرقية والإثنية حتى يومنا هذا كنص باطن للخطاب العام، في الوقت الذي تحظى فيه التفاوتات الطبقية باهتمام ضئيل من قبل وسائل الإعلام. حيث يتلقى المهاجرون والأشخاص ذوي البشرة الملونة العنيفين اللوم على العلل الاجتماعية، ويُنظر إلى النضال من أجل حقوق المثليين والمثليات على أنه نهاية الأسرة التقليدية (ليوندار-رايت ويكسل، 1997). تظهر هذه الخطابات الضمنية عندما تصدر الحكومة سياسات تعيد توزيع الثروة تصاعديا. وهو ما حدث من خلال ربط العرق والطبقة بطرق تصرف الانتباه عن القضايا الطبقية.
العرق، الطبقة الاجتماعية، والسياسة
استطاع السياسيون ربط العرق والطبقة بطرق تنتقص من القضايا الطبقية وتقلل في النهاية من الخطاب حول الطبقة الاجتماعية في الولايات المتحدة. حيث وضعت مكافآت سياسية على لعب ورقة العرق وعقوبات لمن يدعم الحقوق المدنية. سعى الرئيس ليندون جونسون، أكثر من أي رئيس معاصر آخر، بنشاط إلى إصدار تشريعات للرد على العنصرية وضمان قدر أكبر من المساواة للأمريكيين من أصل أفريقي وغيرهم من الملونين. وكان قلقًا من أن سياساته ستحول الجنوب إلى معقل للجمهوريين.
وحتى الآن، تحققت صحة مخاوف الرئيس جونسون. حيث فاز الجمهوريون بالرئاسة في سبعة من 10 انتخابات منذ عام 1968، عندما رفض جونسون الترشح لإعادة الانتخاب، ويكونوا قد شغلوا الرئاسة لمدة 28 من 40 عامًا في عام 2008، مع وجود تأرجح كبير في الولايات الجنوبية لدعم نجاحهم. لعب الرئيس نيكسون بطاقة العرق علانية، مما أثار استياء الطبقة العاملة البيضاء تجاه الأشخاص الملونين الذين استفادوا من سياسات المجتمع العظيم (إيدسال وإيدسال، 1991؛ كوادانجو، 1994).
وفي حديثها عن المجتمع العظيم، صرحت كوادانجو، أن الحريات الإيجابية التي قدمتها السياسات للأميركيين من أصل أفريقي اعتبرت من قبل الطبقة العاملة على أنها انتهاك لحرياتهم السلبية، وحرية النقابات العمالية في التمييز في اختيار المتدربين والتحكم في برامج التدريب الوظيفي؛ الحرية في استبعاد الأقليات من التمثيل في السياسة المحلية؛ والحرية في الحفاظ على السكان في أحياء منفصلة.
استغل جورج بوش الأب، خلال حملته الرئاسية الناجحة، قضية “ويلي هورتون” التي تُلقي باللوم على السياسات الليبرالية لخصمه في إطلاق سراح مجرم ذو بشرة سمراء “خطير”. حتى الرئيس كلينتون، الذي كان يتمتع بدعم هائل من الأشخاص ذوي البشرة السمراء، كان عليه أن يثبت نفسه للبيض من خلال إدانة الأخت “سولجاه” علنًا عند ترشحها للرئاسة، وأيضا من خلال أخذ زمام المبادرة في تفكيك نظام الرعاية الاجتماعية في البلاد. الآن، إذا اشتكى النقاد من أن السياسات الضريبية للرئيس الأسبق جورج دبليو بوش أعادت توزيع الثروة بشكل كبير، فسيتم إدانتهم على الفور بالتحريض على “حرب طبقية”.
التفاعل الحالي بين العرق والطبقة الاجتماعية
على مستوى الخطاب السياسي إذن، يُستخدم العرق لإخفاء وحجب الاستغلال الطبقي. كيف يؤثر تفاعل العرق والطبقة على الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة اليوم؟ لقد حددنا سبع مجالات رئيسية لاستكشافها بمزيد من التفصيل.
- الفصل العنصري للسكان. حيث يتم دائمًا تقسيم الأحياء حسب الطبقة، على النحو الذي يحدده الدخل والثروة وتكلفة المنازل. ومع ذلك، كما ناقشنا في الفصل الرابع، لا تزال الأحياء معزولة عنصريًا، مما يترك مجموعات معينة من الأشخاص الملونين، وخاصة الأمريكيين الأفارقة الفقراء واللاتينيين، يعيشون في أحياء فقيرة شديدة التمييز. (فيجين، 1999؛ دينتون ومسي، 1993؛ ويلسون، 1996).
- الوصول إلى الوظائف. يتاح الأشخاص الملونون من الطبقة العاملة، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في أحياء مفصولة عنصريا، فرص أقل للوصول إلى الوظائف اللائقة مقارنة بالأشخاص الآخرين، حتى بالمقارنة مع البيض الفقراء أو من الطبقة العاملة. يقلل تراجع الصناعة، والتوسع في الضواحي، وسوء النقل العام من فرصهم في الحصول على الوظائف، وتضيف العنصرية والتمييز طبقة أخرى من عدم النفاذية للفقراء من ذوي البشرة الملونة الباحثين عن عمل. يقيم الأشخاص من أصل أفريقي في الأحياء وينخرطون في شبكات اجتماعية مواتية للعمل بشكل أقل من تلك الموجودة في المجموعات الإثنية والعرقية الأخرى في المدينة الداخلية. (ويلسون، 1996، ص 111).
- أسواق العمل المجزأة. يساهم كلا العاملين السابقين في أسواق العمل المجزأة، حيث تقدم الأحياء الفقيرة الملوّنة على المزيد من العمل غير القانوني والهامشي والذي يعود بفوائد أقل، إن وجدت، ومخاطر أكبر، وفرصة ضئيلة للتقدم والأمن الوظيفي (بورجوا، 1995؛ شيلر، 1998؛ ويلسون، 1996).
- عنصرية الخدمات المالية. يعد الائتمان والقروض ضروريان للترقي الطبقي، ولكن كلاهما أقل توفرًا وأكثر تكلفة للأشخاص الملونين (مانينغ، 1999). يوجد في الأحياء الملونة الفقيرة عدد أقل من البنوك وعدد أكبر من شركات صرف الشيكات والمقرضين غير الرسمية الذين يفرضون معدلات فائدة أعلى بكثير. يواجه الأشخاص الملونون صعوبة أكبر في الحصول على أرصدة دائنة لشراء منزل – وهو أحد الأصول الأساسية التي يكتسبها الأشخاص مع ترقيهم في الطبقة الاجتماعية، وكما ذكرنا، عندما يمتلك الأشخاص الملونون منازل في هذه المناطق، من غير المرجح أن ترتفع قيمة هذه المنازل ومن المرجح أن تنخفض (شابيرو، 2004). توثق سلسلة PBS Race: The Power of an Illusion (2003) الآثار الدائمة للممارسات الحكومية والتجارية العنصرية التي أعقبت الحرب العالمية الثانية والقيود المالية والسكنية المفروضة على الأشخاص الملونين الذين كانوا مؤهلين للحصول على أموال من خلال قانون “GI Bill”.
- نقص الأصول. كل ما سبق يتآمر لإعاقة الفقراء الملونين عن جمع الأصول (أوليفر وشابيرو، 2000؛ شابيرو، 2004؛ وولف، 2001). تخلق الأصول فجوة كبيرة في الثروة في الولايات المتحدة بين البيض والأمريكيين الأفارقة والأسبان، والأمريكيين الأصليين (أوليفر وشابيرو، 2000؛ شابيرو، 2004)، وذلك بشكل أكبر من الدخل. يعكس وضع الأمريكيين الأفارقة من الطبقة الوسطى دخلهم بدلاً من صافي ثروتهم النسبية (أوليفر وشابيرو، 2000).
- العنصرية والطبقية في سياسة الدولة. يمكن للسياسات الفيدرالية أن تأخذ في الاعتبار الطبقة الاجتماعية أو العرق بشكل إصلاحي، يتمثل في، على سبيل المثال، فرض ضريبة دخل تصاعدية أو قوانين تدعم العمل الإيجابي. لكن يمكن لسياسات الدولة أيضا أن تفعل العكس، فتؤدي إلى توسيع الانقسامات الطبقية والعرقية. وهو ما أدت إليه السياسات في عهد الرئيس ريجان لخفض ضرائب الدخل التصاعدية مع زيادة ضرائب الرواتب الثابتة، حيث أعيد توزيع الثروة تصاعديًا (فيليبس، 1990)، وفي الغالب على البيض. في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، أدت السياسات التي قللت من عبء ضريبة الدخل على الأكثر ثراءً إلى حد كبير، فضلاً عن التحركات لتقليل أو إلغاء ضرائب الثروة والعقارات، مع قطع الخدمات عن الفقراء، إلى زيادة اتساع الانقسام الطبقي والعرقي فيما يتعلق بالأصول.
- حلقة مفرغة. كل هذه العوامل ترفع معدلات الفقر في الأحياء المكونة بشكل أساسي من الفقراء الملونين وتزيد من الاضطراب الاجتماعي. وهو ما يصبح هذا “دليلًا” على الانحلال الثقافي للأشخاص الذين يعيشون في هذه الأحياء، مما يعزز الصور النمطية ويجعلهم مستهدفين ككبش فداء (ويلسون، 1996). ثم يتم استخدام “خطاب تشويه السمعة” لإخفاء السياسات التي تساهم بشكل كبير في هذا الوضع (شامسيس وميلر، 2000). كما أن هذه العوامل تغذي التوسع في الضواحي، حيث يسعى الأشخاص البيض من جميع الطبقات الاجتماعية والاقتصادية والملونين من الطبقة الوسطى إلى الابتعاد عن مصادر الاضطراب الاجتماعي المزعومة. ما يؤدي ذلك إلى نهب البيئة وتعزيز الفصل العنصري للسكان بكل ما يترتب عليه من عواقب اقتصادية واجتماعية ونفسية.
- الصورة مأخوذة من موقع اللوبي النسوي السوري