الوصف
مرت الساعات في السيارة كأنها ساعات في نار السعير، الجو كان خانقًا بالخارج والشمس الحارة زادت الطينة بلة، فحتى النسيم الذي كان يتسلل للركاب كان حارًّا كأنه نفخ تنين،
نظر كلاهما بعضهما إلى بعض مازحين من لسعة الحر التي كادت تحرق رئتيهما وهما يتنفسان ذاك النسيم الحارق، خُيِّل إليهما أنه عذاب نار جهنم للتكفير عن ذنوبهما قبل الوصول إلى المدينة الفاضلة، ربما كان كلّ سكان الجنوب التونسي في نفس تلك الرحلة ونفس جهنم دون علم منهم، كأن طريق تونس إلى توزر هو صراط البلاد التونسية، ورغم غلاء ثمن تذكرة الركوب في السيارة الجماعية، لم يُفكر أحد مالكيها في تحسين خدماتهم أو تركيب مكيف هوائي لمثل هذه الأيام، بل والغريب في الأمر أن السائق الذي يقضي الساعات الطوال في ذاك الحر القاتل لم يبدُ عليه أي ضجر أو شعور بأشعة الشمس الحارقة، كأن «عزرائيل» تقمص كل واحد منهم ليكونوا في خدمته بسرعتهم الجنونية في الطرقات، والتسبب في حصد كثير من الأوراح البريئة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.